
مازن ومالك… براءة معلقة بين جدران الصدمة والخذلا
في نهاية أغسطس الماضي، بدأت القصة بصوت خافت، لا يكاد يُسمع… شكوى صغيرة من طفلين لم يتجاوزا أعوام البراءة، مازن ومالك، لألم غريب في منطقة حساسة من جسديهما. ظن الأب، كما يظن كثير من الآباء، أن الأمر لا يتعدى نوبة عابرة، لكنها لم تمر، بل ظلت تتكرر، تشتد، وتطرق على أبواب القلق بصمت موجع.
قرر الأب القلق اصطحاب صغيريه إلى الطبيب، وهناك سقطت عليه الصدمة كالصاعقة… تقرير أولي يشير إلى وجود شبهة هتك عرض. الجرح لم يكن في الجسد وحده، بل في أعماق الروح أيضاً، فالمتهم لم يكن غريباً… بل كانت الأم.
بين دموع الأب وذهول الصغيرين، بدأ التحقيق، وتوجه الرجل المفجوع إلى قسم شرطة المنتزه ثان، يحرر محضراً ضد زوجته، أم أطفاله، متهماً إياها بارتكاب الفعل المشين. جاءت الصدمة الثانية: الأم تعترف أمام رجال المباحث بما نُسب إليها، تبكي وتبدي ندمها… لكن لاحقاً، وبين أروقة النيابة، تنكر كل شيء.
المأساة تتعقد. يُعرض الطفلان على المستشفى، فلا يُكتشف أثر قاطع لهتك العرض، ويوصي الأطباء باللجوء إلى الطب الشرعي، لكن قبل أن يتحقق ذلك، يُصدر قرار بحفظ القضية لعدم كفاية الأدلة. تظلم الأب، لكن الرفض كان هو الرد.
بين أوراق مغلقة ، يبقى صوت الأب مرفوعاً: “أعيدوا التحقيق… أعيدوا لابنيّ حقهما… لا تدفنوا صرختهما في الظل”
Share this content: